كثيرا ما يتهم الشباب بأنه متهور ولا يعرف كيف يتصرف مع الآخرين، ويفقد علاقاته
بسرعة غريبة، ربما يكون جزء كبير من هذه الاتهامات صحيحة، إلا أنها لا تخص الشباب
وحدهم، فالكبير قبل الصغير معرض للوقوع فيها، كما أن علاجها سهل للغاية، فهي لا
تحتاج منا إلا قدر معقول من الاهتمام والتدريب والصبر، وبعدها تكون مؤهلا للتعامل
مع هذا الكم الهائل من المشكلات الاجتماعية والإنسانية التي تواجهها في حياتك
اليومية.
وإليك بعض النصائح التي ستجعل كل من حولك يهيمون فيك حبا!
1. ضع نفسك مكان الأخر:من أبرز الاتهامات التي نواجهها في حياتنا اليومية،
عدم تقديرنا لمجهود الآخرين، وعدم شعورنا بهم، بل نركز اهتمامنا على أنفسنا فقط،
والدليل على ذلك يظهر واضحا من خلال هذه التجربة؛ فكر قليلا في السؤال الأتي، ماذا
تفعل لو أردت أن تذهب لتصطاد؟، وماذا ستضع في الصنارة؟، هل ستضع الشيكولاته لأنك
تحبها أم ستضع المانجو لأنك تفضلها؟!
مهما كانت الأشياء التي تحبها وتفضلها
في حياتك اليومية إلا أنها لا تصلح في كل الأوقات، فإذا أردت أن تجذب السمك
لصنارتك، فليس أمامك إلا أن تضع الدود، والمانجو أو الشيكولاته لا يمكن أن يكونوا
خيارا على الرغم من حبك لهم، ومن هذا نستخلص نقطة هامة، ألا وهي أهمية اختيار ما
يناسب كل موقف، وما يحبه كل إنسان، فعليك أن تضع نفسك موضع الشخص الأخر وتقيس الأمر
من وجهة نظره ومن منظوره.
2. أظهر اهتماما بمن حولك:
إذا أردت أن يهتم بك الناس، فلابد أن تبادر
أولا بالاهتمام بهم، فما الذي سيجعل الطرف الأخر يهتم بك دون أن تهتم به؟ وحتى
المثل القديم يقول "قدم السبت...تجد الأحد".
حاول أن تتأمل قليلا، ستجد أن
اهتمامك ينصب فقط على من يهتمون بك، ويظهرون لك هذا الاهتمام، جرب أن تتجاهل نفسك
قليلا، وتتجنب قول كلمة "أنا" في محادثاتك، وفكر فقط في من حولك.
3.ابتسم لاشك إن تعبيرات الوجه تتكلم بصوت أعمق من اللسان، فابتسامتك
البسيطة أو حتى "الصفراء"، تعني الكثير بالنسبة للآخرين، فلماذا لا تستخدم ابتسامتك
كوسيلة لكسب ود الآخرين، فإذا كنت ممن تكسو ملامحهم "التكشيرة"، فعليك أن تجرب
الابتسامة مع كل من تعرفهم لمدة أسبوع، من أول عامل البوفيه إلى أغلي الناس عندك،
سواء والدتك أوالدك أو أختك، وستلمس بنفسك الفرق الهائل في الانطباعات التي ستتغير
وبسرعة مهولة، فابتسم تبتسم لك الحياة ويحبك الآخرون.
4.تذكر الأسماء ونادي كل فرد باسمه:اجتهد في تذكر أسماء من تقابلهم من
الناس، وابذل مجهود في عمل صورة ذهنية عن الآخرين، واعمل على أن تنادي كل فرد
باسمه، ثلاث نقاط ذهبية لحب الناس لك...
فبعد العديد من التجارب، أتضح أن ليس
لدى الفرد أحب من اسمه، فإذا ناديت شخص باسمه، فكأنك قدمت له خدمة جليلة، أما إذا
نطقت اسمه بشكل خاطئ، أو نسيته، فقد ارتكبت خطا لا يغتفر.. فلماذا لا نستثمر هذه
العادة البسيطة في اكتساب كل من عقول وقلوب الآخرين..
5.كن مستمعا جيدا وشجع الآخر على الكلام لا تتوهم بأن مواصلة للحديث طوال
الوقت، ستجبر من حولك على الإنصات لكلامك والانبهار به، فاعلم إن الأخر مهما طالت
قدرته على الإنصات، في النهاية هو أيضا بحاجة إلى الكلام، بل إن كل إنسان في حاجة
أكثر إلى مستمع جيد ليشكو له همه، فاعمل على جعل الأخر يتحدث أكثر عن نفسه، وأتح له
هذا المجال بالإنصات التام له، وإبداء الانجذاب لحديثه.
أعط من يكلمك
الفرصة للـ"فضفضة" دون مقاطعة أو تدخل حتى ينهي حديثه، فلكي تصبح محدثا بارعا عليك
أن تصبح مستمعا جيدا في البداية، فلتجرب من الآن، وستلمس النتائج بنفسك.
6.تحدث فيما يسر محدثك كل إنسان لديه أشيائه واهتماماته التي يفضلها، ويحب
أن يتحدث عنها مع الآخرين، فحاول أن تبذل قصارى جهدك لتعرف ما يفضل الآخرين، افتح
المجال للطرف الأخر للانطلاق في الحديث عن أعماله واهتماماته و هواياته ومشكلاته،
دون مقاطعة منك، بل أنصت فقط، وستجده أوتوماتيكيا فور الانتهاء من حديثه يبادلك
الاهتمام، دون أي مجهود منك في لفت انتباهه.
بهذه الخطوات البسيطة، يمكنك ترك
أثرا طيبا لدى من حولك من أول تعامل بينكما، بل ربما دون حدوث أي تعامل فقط
بابتسامتك، أي "من بعيد لبعيد".